إليك بعض الطرق والنصائح لتقسيم الراتب الشهري وتكوين ثقافة الادخار.
جميعنا نعلم أهمية وجود المال في حياتنا لكن البعض منا فقط من يستطيع تدبيره بشكل معقلن وبما يتوافق مع احتياجاته، فالمال عنصر شديد الأهمية في الحياة لا يمكن الاستغناء عنه أو العيش بدونه، وإن صح القول فهو الكل في الكل إلى حد ما، بحيث تصبح كل الأشياء التي تدور في دهنك وترغب في الحصول عليها متاحة مع التوفر على المال، بالتأكيد ستشعر بالسعادة بعد رؤية كل ما تحلم به بين يديك وأمام عينيك وهذا ما ينطبق عليه الفكرة الشائعة أن المال مصدر من المصادر الأساسية للسعادة، وكما يقال "المال المال وما سواه محال" فهو الوسيلة الوحيدة والأنجح لتحقيق مستلزمات ومتطلبات الحياة التي لا مفر منها.
الراتب الشهري هو المصدر والمورد الرئيسي والوحيد لأغلبية الناس لدلك سنحاول في هذه التدوينة تزويدك ببعض النصائح حول كيفية تدبير راتبك الشهري وخلق فكرة الادخار لديك، وبالتالي تطوير مستوى عيشك مع مرور الوقت، وما دمت تقرأ هده التدوينة عزيزي القارئ/ عزيزتي القارئة، فلا شك أنك تعاني فعلا من نقص تدبير راتبك الشهري.
المال وبكل بساطة يستطيع حل كل مشاكلنا وتلبية جل رغباتنا وشهواتنا لدلك علينا أن نتعلم كيف نضبط أنفسنا ونتغلب على شهواتنا وملذاتنا الحياتية التي تغرينا بجمالها وروعتها في كل يوم، ومن أجل توفير بعض المال لأنه وبكل تأكيد سيعود علينا بالنفع، فعندما سنتمكن من ضبط أنفسنا سنتعلم أن ننفق أموالنا بالشكل الصحيح وسنكون قادرين على التحكم في أي رغبة نحن لسنا بحاجة إليها في الوقت الحالي خصوصا مع حاجتنا الملحة للمال وكدلك مع وجود مصدر دخل واحد.
تخصيص 50% من الراتب الشهري للنفقات الثابتة:
كل من يتوفر على دخل شهري بسيط عليه أن يرسم خطة ليحسن تدبيرهدا الدخل حسب متطلباته وبما يتوافق مع مسؤولياته والتزاماته، فكل شخص يحسن تدبير راتبه الشهري يعرف مقدار مصاريفيه الشهرية الثابتة التي لا تتغير والتي يستوجب عليه تأديتها، كمصاريف السكن أو الكراء -في حال كان لا يمتلك منزله الخاص-، ومصاريف فواتير الماء والكهرباء والإنترنيت وأيضا مصاريف التنقل أو البنزين والوقود، بالإضافة إلى مصاريف تمدرس الأولاد والرعاية الصحية فكل هذه النفقات نستطيع أن نقول عليها نفقات ثابتة لا تتغير في كل شهر.
30 % من الراتب الشهري للنفقات المتغيرة.
تختلف النفقات المتغيرة من شخص لآخر حسب مقدار الراتب الشهري وأيضا حسب أسرتك التي تعيلها كزوجتك وأبنائك فمستلزماتهم الشهرية بالإضافة إلى مستلزماتك تتغير من شهر لآخر حسب المناسبات، فمثلا مناسبات الأعياد تحتاج إلى صرف حصة أكبر من الراتب بالإضافة مصاريف الأكل والشراب والملبس.
20 % من الراتب الشهري للادخار ولحالات الطوارئ:
يجب علينا دائما تخصيص جزء من الراتب الشهري لحالات الطوارئ التي قد تصيبنا -لا قدر الله- فالحياة مليئة بالآفات ونحن لا نستطيع أن نسلم منها لدلك يجب دائما أن نتخذ احتياطاتنا اللازمة لكي لا نضطر للاقتراض، فهدا الأخير بحد ذاته سيجعلنا نسدد المزيد من النفقات -الديون-، ويجب أيضا ان نضع بين أعيننا فكرة الادخار التي قد تكون سببا رئيسيا في تغيير مستقبلنا المالي حيث نستطيع أن نقوم باستثمار هذا المال المدخر في مشروع ما أو أشياء تجلب لنا مصدر دخل إضافي.
هدا التقسيم للراتب الشهري هو ما يطلق عليه قاعدة الثلاثة أجزاء 20-30-50، وهذه القاعدة إن تم الالتزام بها فبالتأكيد سوف تحدث تغيير كبير في حالتنا المادية. فكيفما كان تقسيم الراتب وتوزيعه يجب دائما أن نتحكم في أنفسنا ولا نسرف ونبذر أموالنا في أشياء يمكن الاستغناء عنها في حين أننا نتعب كثيرا ونستنزف طاقتنا ووقنا في الحصول على دلك الراتب.
تكوين ثقافة الادخار
الجماليات والكماليات هي التي تطمح لها النفس وليست ضرورية في حياة الأشخاص اللذين يعانون من العسر المالي حيث تسبب في استنزاف الكثير من المال الدي نحن في أمس الحاجة إليه فكل هذه الكماليات ننفق عليها أموالا كثيرة في المقابل تمنحنا سعادة لحظية سرعان ما يتلاشى تأثيرها وفي الأخير تجدنا نتحسر على ما خسرناه في هذه النزوات التي تطمح لها النفس بالاستمرار، في حين نستطيع و بامكاننا أن نستغني عنها ونستغل المال الدي أنفقناه عليها في أشياء أكثر ضرورة كالأولويات والأساسيات التي لا غنى عنها والتي تبقي وجودنا، أو كان باستطاعتنا ادخار دلك المال الدي بالتأكيد سيعود علينا بالنفع فحاول ادخار مالك في يومك الأبيض لكي لا تحتاج للاقتراض في يومك الأسود.
يجب إتباع وتطبيق هذه النصائح على أرض الواقع ونصائح أخرى أيضا مرت في أدنيك من طرف أحد الأشخاص الناجحين في الوصول إلى الاستقرار المالي، فلا يمكننا الاكتفاء بالقراءة و الاستماع فقط لأن هدا لن يحدث أي تغيير في حالتنا المادية لأنه وللأسف الكثير منا يريد التغيير لكننا لا نعمل عليه أو نسعى إليه ولا نأخذ بأسباب التغييروننتظره أن يأتي إلينا لوحده دون تحريك أي ساكن أو إبدال أي جهد يذكر، نعم نريد ولكننا لا ننجز، نحلم بعيش كريم ورفاهية لكننا لا نحقق، وكأننا ننتظر أن يتقدم لنا هدا التغير على طبق من دهب، ننتظر دلك اليوه الدي نسميه ونطلق عليها "يوما ما" ستتغير حياتنا إلى الأفضل ولكن إن لم نقم نحن بهدا التغيير فكيف سيحدث...
كل من طمح في الوصول إلى الاستقرار المالي نجح في دلك وستنجح أنت في دلك لا محالة إدا كنت تعمل عليه مع استمرارك وحفاظك على حسن تدبير دخلك الشهري وأيضا السعي بشكل دائم للحصول على مصادر دخل إضافية ومصادر دخل سلبية، ومحاولة تعلم مهارات جديدة تكسب بها المزيد من المال في وقت الفراغ هؤلاء الأشخاص لا يفوتون الفرص بل ويبحثون عنها من أجل التقدم بحياتهم نحو الأمام ولا يقضون أوقاتهم في أشياء فارغة لا تعود عليهم بالنفع.
إرسال تعليق